يطالب نشطاء بتطبيق إجراءات أكثر حزماً للتصدي لارتفاع مستويات الفساد في نظام الرعاية الصحية العامة في بنجلاديش الذي يواجه مصاعب جمة.
في هذا الإطار، قال نيتاي كانتي داس، عضو وسكرتير حركة حقوق الصحة، وهي منتدى يضم 92 منظمة تعمل على ترسيخ حقوق الصحة المجتمعية، أن "على الحكومة تعزيز نظام الرصد الخاص بها للتحقق من الفساد في المستشفيات العامة وضمان حصول الفقراء على الرعاية الصحية".
وزعم داس أن هناك إدعاءات قديمة وواسعة النطاق بأن بعض الأطباء والممرضين وغيرهم من العاملين في مجال الصحة في أكثر من 500 مستشفى عام في بنجلاديش يطلبون رشاوى مقابل تقديم الخدمات التي ينبغي أن تكون مجانية.
ووفقاً لدراسة استقصائية بعنوان "الفساد في قطاعات الخدمات: المسح الوطني المنزلي لعام 2012" أجرتها منظمة الشفافية الدولية في بنجلاديش (TIB)، وقع 40.2 بالمائة من الأشخاص الذين شملهم المسح ضحايا لمختلف المخالفات والفساد أثناء تلقي الخدمات في المستشفيات العامة، مقارنة بـ 33.2 بالمائة في عام 2010.
ومن بين أكثر من 7,500 أسرة شملتها الدراسة في جميع أنحاء البلاد - تلقى نصفهم خدمات في مستشفيات حكومية - أفاد 21.5 بالمائة أنهم دفعوا أموالاً مقابل خدمات ولم يحصلوا على إيصالات.
وتنبغي الإشارة إلى أن الحكومة تلتزم رسمياً بتقديم خدمات صحية مجانية على المستوى الابتدائي (عيادات مجتمعية)، والمستوى الثانوي (المستشفى العام في كل مقاطعة) والمستوى العالي (المستشفيات الجامعية والمستشفيات الطبية المتخصصة).
مع ذلك، ذكر المرضى الذين قابلتهم شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، أن العديد منهم لم يتمكنوا من الحصول على خدمات صحية، بما في ذلك الأدوية، حتى في حالات الطوارئ، إلا بعد دفع رشوة أولاً. لكن في بلد يعيش 31.5 بالمائة من سكانه تحت خط الفقر، وفقاً للبنك الدولي، لا يستطيع العديد من الناس دفع رشاوى.
"تعرضت أختي لحادث في الشهر الماضي، فهرعت بها إلى المعهد الوطني لجراحة الكسور وترميم العظام، إلا أن أحد العاملين في الجناح المختص أخبرني أنهم لن يسمحوا بدخولها إلا إذا دفعت رشوة. وعندما أعطيته 200 تاكا (2.5 دولار) أدخلوها إلى غرفة العمليات،" حسبما ادعى رستم علي البالغ من العمر 35 عاما ًوالذي يجر عربة يد ويكسب 4 دولارات فقط في اليوم.
وأضاف علي أنه واصل دفع رشاوى لعامل الجناح والممرضات والأطباء وحتى الحارس الليلي طوال فترة وجود شقيقته في المستشفى التي امتدت 15 يوماً لضمان توفير خدمات كافية لها. وكانت شقيقته تعاني من كسر في العظام وبحاجة إلى جراحة.
وقال عبد الأول رضاوي، مدير المستشفى: "كلما تلقينا أي ادعاء، نتخذ إجراءات صارمة. لقد اتخذنا تدابير لتعريف المرضى بالخدمات التي نقدمها".
الفقراء هم الأكثر تضرراً
من جهته، أكد افتخار الزمان، المدير التنفيذي لمنظمة الشفافية الدولية في بنجلاديش، الذي يستخدم اسماً واحداً فقط، أنه "على الرغم من أن الفساد يؤثر على الجميع، إلا أن الفئات الفقيرة في المجتمع تعاني أكثر من غيرها. سيتضرر الفقراء إذا لم نتمكن من وقف الفساد في القطاع الصحي". كما دعا إلى مساءلة الأطباء وغيرهم من العاملين في مجال الصحة بالمستشفيات العامة.
وطالب داس بإنشاء جمعيات خدمة عملاء تضم مسؤولين حكوميين محليين وممثلين عن جميع الفئات في كل المستشفيات العامة لتحديد أفضل الطرق لأداء المستشفى لوظائفه.
ورفض أ. م. بدردوزا، وهو سكرتير ثاني بوزارة الصحة ورعاية الأسرة في بنجلاديش، التعليق على مسح منظمة الشفافية الدولية.
mw/ds/cb-ais/dvh
"