1. الرئيسية
  2. Asia
  3. Pakistan

باكستان: فتيات يتعرضن للتشويه لمجرد خروجهن من ديارهن

Babies in vulnerable situations particularly need breast milk, say experts Tariq Saeed/IRIN

 لا يذهب سوى عدد قليل جداً من الفتيات إلى المدرسة في مقاطعة باجور، إحدى المناطق القبلية السبعة في شمال غرب باكستان، وذلك خوفاً من التهديدات التي صدرت عن حركة طالبان.

وفي هذا السياق، قال سالم جان، وهو مواطن من مدينة خار - المدينة الرئيسية في المقاطعة: عندما استأجرت معلماً لتمكين ابنتاي الكبيرتان من مواصلة تعليمهما في المنزل، بدأت أتلقى التهديدات". ويجد سالم نفسه في مأزق كبير يدفعه للتساؤل ما إذا كان عليه مغادرة المنطقة. ويعزو خوفه إلى استمرار "وجود المسلحين في المنطقة على الرغم من ادعاءات الجيش بالنصر في عام 2010".

ووفقاً للجنة حقوق الإنسان المستقلة في باكستان، اضطرت العديد من الفتيات للالتحاق بالمدارس الدينية في العام الدراسي 2009-2010 بسبب الخوف من الطالبان. حيث أفادت اللجنة في تقريرها الصادر في شهر سبتمبر أنه "لم يتم قبول أية فتاة في الصف الدراسي التاسع في باجور (منطقة حدودية) أو في كوهات أو في لاكي ماروات خلال عام 2009-2010 بسبب تهديدات طالبان". كما أنه لم تلتحق أية فتيات بالتعليم الجامعي في باجور أو لاكي ماروات أو بيشاور.

كما أفاد التقرير أن الآباء يمتنعن عن إرسال بناتهم إلى المدارس بسبب معارضة حركة طالبان لتعليم الفتيات والدعاية المناهضة فه من خلال قنوات الإذاعة غير الشرعية والتهديدات والإعلان عن أن تعليم الفتيات هو ابتذال وعمل غير إسلامي.

وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، قالت زليخة بيبي*، من قريتها القريبة من مدينة وانا، أنها سمعت عن سيدات تعرضن للتشويه على أيدي مسلحين بسبب ارتكابهن "لجرائم" مثل التجرؤ على الخروج من الدار بمفردهن دون مرافقة رجل.

وأضافت زليخة أن "الفتاة التي تعيش خارج المناطق القبلية لا يمكنها تخيل الخوف الذي نعيش فيه نحن النساء. فهنا في جنوب وزيرستان، هناك حالات لاقتحام طالبان للمنازل من أجل التحقق من أخلاق النساء، وقد وصلت بهم الأمور إلأى حلق شعر ابنة عمي التي لا تزال في سن المراهقة فقط لأنها لم تكن تغطي رأسها بشكل لائق قبل أشهر قليلة".

العيش في رعب

وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية، قالت مريم بيبي، المديرة التنفيذية لمنظمة خواندو كور (منزل الأخوات) غير الحكومية التي تتخذ من بيشاور مقراً لها، أنه "بالرغم من الموقف الرسمي الذي أعلن أن طالبان قد تعرضت للهزيمة، فإن الحركة لا تزال حاضرة في المناطق النائية....والسيدات يعشن في رعب، وقد أخبرنني بقصص عن الاستغلال والمضايقات والأشكال الأخرى من العنف الفظيع التي يتعرضن لها على أيدي المسلحين".

كما أكدت أن الموظفين الميدانيين قد تحققوا من التقارير التي تضمنتها دراسة حديثة قامت بها منظمتها وتحدثت عن قيام المسلحين بقطع ثديي أم قامت بإرضاع طفلها داخل منزلها. وأضافت قائلة: "لقد قابلت بعض النازحات اللواتي أخبرنني أن موظفي الأمن في المخيمات طلبوا منهن خدمات جنسية مقابل الغذاء"، مشيرة إلى أن النساء يعشن في رعب في المناطق المستقرة التي تسيطر عليها طالبان مثل منطقة تانك في إقليم خيبر باختون خوا، ومعلقة على الموضوع بقولها: "إن محنة هؤلاء النسوة فظيعة، ولن تتغير إلا عندما يصبح تغيير عقليات الرجال ممكناً".

من جهتها، قالت آسيا بيبي، البالغة من العمر 19 عاماً، والتي تعيش الآن في بيشاور مع أسرتها أن "كل سيدة في مقاطعتنا في مهمند تعيش في رعب دائم. إنه لشيء مخزي أن نشعر بالخوف من التعرض للإهانة عندما نخرج إلى الطرقات حتى إذا كنا محجبات من الرأس إلى القدمين. كما أن العنف ضد المرأة أمر شائع ليس فقط على أيدي المسلحين، ولكن أيضاً على أيدي غيرهم من الأقارب".

نازحات وضعيفات

وصفت لجنة حقوق الإنسان المستقلة في باكستان في تقريرها الصادر في شهر أكتوبر 2010 الصعوبات المحددة التي تواجهها النساء النازحات اللائي يعانين من مشاكل متعددة في التسجيل في المخيمات والحصول على المساعدات.

وجاء في التقرير أن "النزوح القسري يمكن أن يعرض النساء والفتيات إلى مجموعة من العوامل التي قد تعرضهن بدورها لخطر انتهاك المزيد من حقوقهن". وفي تقرير منفصل حول سوات تم تجميعه خلال نفس العام، أشارت اللجنة إلى أن النساء مازلن يواجهن العديد من الصعوبات التي تشمل انعدام فرص الحصول على التعليم وعدم الحركة حتى بعد مرور عام على انتهاء النزاع في المنطقة.

من جهتها، قالت لجنة الأمم المتحدة للمرأة في بيان صحفي علقت فيه على تقرير خويندو كور الصادر بعنوان ‘تأثير الأزمة على السيدات والفتيات في المناطق القبلية التابعة لإدارة الحكومة الفدرالية’ أن "المرأة تكون من بين الفئات الأكثر ضعفاً خلال فترات الأزمات. كما تتعرض السيدات والأطفال إلى الضرر بصورة مختلفة جداً عن الرجال أثناء مراحل الإغاثة والتعافي المبكر".

وطبقاً للإحصائيات الرسمية، فإن المناطق القبلية التي يتم إدارتها بواسطة الحكومة الفدرالية من بين المناطق الأقل نمواً في البلاد؛ حيث لا تتعدى معدلات تعليم النساء 3 بالمائة.

* ليس اسمها الحقيقي

kh/eo/cb-hk/ais/amz
"

Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join