1. الرئيسية
  2. East Africa
  3. South Sudan

كيف ينبغي أن تحمي المنظمات الإنسانية موظفيها من الاعتداء الجنسي؟

Beneficiaries waiting in line to collect their ration at a food-distribution taking place at the UNMISS-compound in Malakal, Upper Nile State, South Sudan (May 2014) Jacob Zocherman/IRIN
Beneficiaries waiting in line to collect their ration at a food-distribution taking place at the UNMISS-compound in Malakal, Upper Nile State, South Sudan (May 2014)

تتتبع 16 بالمائة فقط من المنظمات الإنسانية سياسات سليمة للتعامل مع الاعتداءات الجنسية على الموظفين، ولا يتم الإبلاغ سوى عن حالة واحد فقط من كل 10 حالات اعتداء جنسي، ومن ثم التعامل معها بشكل صحيح، وفقاً لتقرير جديد.

فقد أجرت الحملة المسماة "أبلغ عن الاعتداء" دراسة استقصائية شملت 92 منظمة إنسانية، بما في ذلك وكالات الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية، وجمعت روايات عن 77 حادثة اعتداء جنسي، ارتكب معظمها موظفون ضد زميلاتهم.

وفي حديث مع شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، قالت ميغان نوبرت، كاتبة التقرير، أن العنف الجنسي "منتشر" في القطاع الإنساني والإنمائي. وأضافت أن الناجيات في كثير من الأحيان "يواجهن نوعاً من أنواع العقاب أو الانتقام من جانب الشخص الذي وجهن إليه الاتهام". كما أن المساءلة "تواجه صعوبة هائلة" لأن جهات إنفاذ القانون المحلية لا تكون في كثير من الأحيان خياراً آمناً أو واقعياً في البلدان المضطربة، ويمتلك كبار الموظفين حرية حركة كبيرة في الميدان.

كما تساهم ثقافة الإغاثة وحفظ السلام الدولية في زيادة المخاطر، وفقاً لنوبرت. فضلاً عن كونها "بيئة عمل تقوم بصياغتها الذكورية التقليدية،" كما ترى نوبرت أن العنف الجنسي ضد عمال الإغاثة يحدث في "ثقافة لا تزال تشجع - ضمناً وصراحة - نهج رعاة البقر في العمل، حيث يتم تثمين السلوك الباحث عن الخطر".

ويخلص التقرير إلى أن منظمات الإغاثة لا تمتلك مجموعة من السياسات والمبادئ التوجيهية ومدونات قواعد السلوك التي تقطع شوطاً في التعامل مع هذه القضية. مع ذلك، تتبع منظمات قليلة نهجاً شاملاً يشمل الوقاية والتعامل مع الحوادث ورعاية الناجيات واتخاذ تدابير ضد أي جناة يحصلون على رواتب منها.

وقال مسؤول كبير في منظمة غير حكومية لشبكة الأنباء الإنسانية أنه "فوجئ" بنسبة الـ16 بالمائة. وأفاد جيمي مان، مدير مكتب المجلس النرويجي للاجئين في جنيف أن قضايا "واجب الرعاية" من بين السياسات التي تم تعزيزها كجزء من الاتجاه العام لـ"تمهين" المنظمات الإنسانية في السنوات الأخيرة. وتغطي المبادرات التي تحدد المعايير، مثل تحالف المعيار الإنساني الأساسي، الاعتداء والتحرش الجنسي في أماكن العمل بالفعل، كما أشار.

وتوصي دراسة "أبلغ عن الاعتداء"، التي صدرت بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني، باتباع مجموعة "شمولية" من السياسات والإجراءات للتصدي لهذه المسألة. ويرى مؤلفو الدراسة أن التدابير الجزئية غير كافية، على سبيل المثال: "إجراء تدريبات الوقاية دون تحديد إجراءات الإبلاغ يحل مشكلة واحدة جزئياً وبطريقة سطحية".

وتعتبر سجلات الاعتداء الجنسي بين عمال الإغاثة محدودة وغير مكتملة. وكانت الغالبية الساحقة من المشاركين في دراسة أبلغ عن الاعتداء الطوعية من الموظفين الدوليين، وليس الموظفين المحليين. وقالت نوبرت أن منظمتها سوف تعقد اجتماعات لمجموعات تركيز في ست دول للنظر عن كثب في احتياجات الموظفين الوطنيين.

ولم تسجل مبادرة أخرى، هي قاعدة بيانات أمن عمال الإغاثة، سوى 26 حالة اغتصاب أو "اعتداء جنسي خطير" منذ عام 2004. ومن بين الـ77 حادثة المبلغ عنها ذاتياً والتي جمعتها دراسة أبلغ عن الاعتداء منذ عام 1995، كانت هناك 14 حالة اغتصاب أو اعتداء جنسي.

وقد دخلت هذه القضية دائرة الضوء منذ تردد أنباء عن حالات الاغتصاب والاعتداء الجنسي على عاملات الإغاثة الأجانب في جوبا الشهر الماضي. وكتبت محللة العنف الجنسي سارة مارتن في تدوينة: "تشعر عاملات الإغاثة في كل مكان بصدمة شديدة على وجه الخصوص بسبب هذا الحدث. وتعرب بعضهن سراً عن مدى خوفهن، ولكن شعورهن أكثر سوءاً حيال التخلي عن النساء في جنوب السودان اللاتي يتحملن العبء الأكبر للعنف الجنسي. فهل سيكون الأمر أسوأ بالنسبة لهن إذا غادرن؟"

وقد دفع الغضب إزاء هجمات جوبا مجموعة من عمال الإغاثة لتدشين عريضة مؤخراً الماضي تطالب بحماية ورصد أفضل. "نحن عمال إغاثة مهنيون، ولسنا شهداء، ونطالب بالحماية والعدالة التي نستحقها،" كما تقول العريضة التي تدعو الأمم المتحدة إلى إنشاء آلية مخصصة للرصد، ووضع قانوني لعمال الإغاثة في القانون الدولي ومدونة قواعد سلوك على كامل نطاق صناعة المعونة لضمان تحسين معايير الرعاية والحماية للناجين.

لقد أصبحت نوبرت، وهي نفسها إحدى الناجيات من العنف الجنسي، مورداً مكوناً من شخص واحد للناجين. تنشر نوبرت مكالمات ورسائل بريد إلكتروني من الناجيات دون الإفصاح عن هوياتهن، فضلاً عن إدارة منظمتها غير الحكومية التي تنظم حملات. وعلى الرغم من تلقي الدعم من الأسرة والأصدقاء، فقد قالت بعد الاعتداء عليها: "شعرت بوحدة لا تصدق ... لم يتفهم أحد حقاً ما حدث". وقد ساعدت الناجيات بصورة فردية على التعامل مع تجاربهن، وبعض اللاتي تقدمن بشكاوى ضد أرباب عملهن. وأكدت أنه "على الرغم من صعوبة هذا الأمر، فإنه يستحق العناء 100 بالمائة".

bp/ks-ais/dvh

Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join